سول تعزز قواتها على حدودها الشماليةأكد مصدر رسمي كوري جنوبي أن القيادة العسكرية أصدرت أوامرها بتعزيز وحداتها على الحدود الشمالية وسط مساع سياسية تقودها سول لاستصدار موقف دولي في مجلس الأمن ضد بيونغ يانغ على خلفية التراشق المدفعي الأخير بين شطري شبه الجزيرة الكورية.
فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم المكتب الرئاسي في
كوريا الجنوبية أن الحكومة قررت تعزيز ترسانتها العسكرية في البحر الأصفر تحسبا لمواجهة أي هجمات إضافية محتملة من جانب جارتها الشمالية.
كما ذكرت مصادر إعلامية كورية جنوبية أن الحكومة أعلنت أيضا عن خطة لمراجعة السياسة العسكرية حول استخدام القوة ضد كوريا الشمالية تمت مناقشتها في الاجتماع الطارئ الذي عقده الرئيس لي ميونغ باك مع أعضاء الحكومة.
وقالت المتحدثة باسم الرئيس الكوري الجنوبي إن الأخير أصدر توجيهات بتزويد القوات على الجزر الخمس في البحر الأصفر بأحدث الأسلحة ورفع حالة التأهب في صفوفها.
استقالة الوزير في هذه الأثناء تقدم وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ باستقالته من منصبه اليوم الخميس عقب انتقادات لأسلوب تعامل البلاد مع القصف الكوري الشمالي.
وأكد قصر الرئاسة قبول الاستقالة، كما أعلنته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
من جهة أخرى، صوت برلمان كوريا الجنوبية بأغلبية ساحقة لصالح قرار يدين قصف بيونغ يانغ لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بالرد الفوري.
ووصف القرار الهجوم المدفعي الشمالي بأنه "استفزاز عسكري" ينتهك الاتفاق الرئيسي الموقع بين الكوريتين عام 1991،
واتفاق الهدنة الذي أنهى
الحرب الكورية (1950 - 1953)، وميثاق الأمم المتحدة، كما دعا الشمال إلى وقف "استفزازاته" والاعتذار عن الهجوم والوعد بعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات.
الجبهة الدبلوماسية على المستوى الدبلوماسي ذكر وزير خارجية كوريا الجنوبية كيم سونغ هوان اليوم الخميس أن بلاده ستسعي لتأمين الدعم الصيني والروسي تمهيدا لعرض التطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية على
مجلس الأمن .
وقال متحدث باسم الخارجية إن الوزير كيم أجرى اتصالا مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون التي أكدت التزام بلادها بالدفاع عن كوريا الجنوبية التي تدرس حاليا -بحسب المتحدث- سلسلة من الإجراءات ضد الجارة الشمالية.
وكانت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية قد قالت في وقت سابق اليوم الخميس إن الهدف الرئيسي من المناورات التي ستجريها سول وواشنطن في البحر الأصفر الأحد المقبل توجيه رسالة واضحة إلى كوريا الشمالية.
اليابان والصين وفي طوكيو، أكدت مصادر رسمية يابانية أن وزير الخارجية سيجا مايهيرا اتفق مع كلينتون في اتصال هاتفي جرى بينهما اليوم على عقد اجتماع يضم وزراء خارجية اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة في
واشنطن الشهر المقبل لبحث الخطوات الواجب اتخاذها ضد كوريا الشمالية.
وذكرت المصادر أن الوزيرين اتفقا على ضرورة مطالبة الصين بالعمل على تخفيف التوتر الراهن في شبه الجزيرة الكورية من خلال علاقتها القوية بالحكم الشيوعي في بيونغ يانغ.
(الفرنسية-أرشيف)
أما في بكين فقد أعربت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها البالغ من اعتزام سول وواشنطن إجراء مناورات مشتركة يوم الأحد المقبل في البحر الأصفر قرب المناطق الحدودية المتنازع عليها بين شطري كوريا، التي شهدت مؤخرا تراشقا مدفعيا أوقع عددا من القتلى في الشطر الجنوبي.
وجاء الإعلان على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية الذي قال إن بلاده ترفض قيام أي جانب بأي خطوة استفزازية، وإن بكين تواصل اتصالاتها مع الأطراف المعنية بما فيها الجانب الأميركي لاحتواء الأزمة الناشبة دون أن ينتقد المناورات الأميركية الكورية الجنوبية بشكل مباشر وصريح.
تبادل الاتهامات وكانت كوريا الشمالية قد قصفت يوم الثلاثاء الماضي مواقع مختلفة في جزيرة يونغبيون الكورية الجنوبية في البحر الأصفر مما أسفر عن مقتل جنديين ومدنيين واعتبرت ذلك ردا على قيام القوات الكورية الجنوبية بإطلاق النار باتجاه الشمال.
واعترفت كوريا الجنوبية بإطلاق النار أولا لكنها عللت ذلك بأنه جزء من تدريبات وليس عملا عسكريا عدائيا.
بيد أن كوريا الشمالية عاودت اليوم الخميس تهديداتها بالرد عسكريا على أي استفزاز عسكري من الجنوب وحملت الولايات المتحدة مسؤولية التوتر القائم في شبه الجزيرة الكورية وذكّرت بدورها القديم في فرض الحدود البحرية بين الكوريتين في إطار اتفاق الهدنة.