ارتفاع الحرارة بمنطقة المتوسط
قالت الوكالة الأوروبية للبيئة إن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستشهد خلال السنوات القادمة ارتفاعا في درجة الحرارة، مما يؤدي إلى حصول وفيات وتأثر النباتات والمحاصيل الزراعية في أوروبا خصوصا، مثل انقراض بعضها وتوجه بعضها نحو دول الشمال.
وتأتي هذه التوقعات بعد يوم من بدء محادثات كانكون المكسيكية بشأن خطوات مكافحة التغير المناخي، كما تأتي أيضا وسط أدلة مقدمة من بريطانيا والولايات المتحدة بأن 2010 من بين أكثر الأعوام ارتفاعا بدرجة الحرارة المسجلة.
وقالت مديرة الوكالة الأوروبية للبيئة جاكلين مكجليد، بمناسبة نشر الوكالة تقييمها لأوضاع البيئة بأوروبا الذي تصدره كل خمس سنوات "في كل أنحاء أوروبا يمكن أن نبدأ في رصد علامات التحذير من التغير المناخي".
وأضافت "يمكننا رؤية التعارض بين ظهور الطيور والأغذية التي تتغذى عليها بشكل طبيعي وتسلل بعض أنواع الأسماك القادمة من الجنوب إلى مصايد الأسماك وبعض أنواع المحاصيل وهي تكافح بالفعل من أجل البقاء".
وجاء في التقرير أن أنهار الألب الجليدية ستذوب في غضون عقود وسيزيد هطول الأمطار على دول الشمال بنسبة 20% بحلول نهاية هذا القرن، وسيتضاعف عدد الأيام التي تتجاوز فيها درجة حرارة الطقس 40.7 درجة مئوية على سواحل المتوسط بحلول عام 2080.
وتؤكد مكجليد أن الأطفال الذين يولدون اليوم سيكون عليهم عند بلوغهم سن السبعين أو الثمانين التأقلم مع درجات حرارة متزايدة، مشيرة إلى أنهم سيعانون خلال فصل الصيف بشكل يومي من درجة حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية جنوب أوروبا.
وبدورهم، يؤكد خبراء بالوكالة الأوروبية للبيئة أنه بحلول نهاية القرن سيصل عدد الوفيات السنوية ذات الصلة بارتفاع درجة الحرارة إلى ضعف ما شهدته أوروبا خلال موجة حر عام 2003 والبالغ عدده 70 ألف حالة وفاة.
وتؤكد مديرة الوكالة الأوروبية للبيئة أيضا أنه نتيجة ارتفاع درجة الحرارة سيكون الاختيار بين تخصيص المياه للزراعة أو الشرب، مشيرة إلى تأثر محاصيل لها أهمية زراعية كبيرة مثل البرتقال الإسباني ونبات الخزامى العطري في فرنسا والعنب الإيطالي.
الغطاء الثلجي
وأصدر تقييم الوكالة الأوروبية للبيئة لخمس سنوات تحذيرات للأقاليم القطبية الشمالية بأن "بيانات أعوام 2007 و2008 و2009 توضح أن الغطاء الثلجي للبحر المتجمد الشمالي ينكمش على نحو متزايد بصورة أسرع من تصورات النماذج المناخية".
ويقول التقرير إن درجة حرارة أوروبا ارتفعت أكثر من المتوسط العالمي، وإن متوسط درجات الحرارة الحالي ارتفع 1.3 درجة مئوية مقارنة بمتوسطها بالفترة بين عامي 1850 و1899 مقارنة بزيادة في المتوسط العالمي بلغت نحو 0.7 درجة مئوية.
وتوقعت مكجليد أن يعاني شمال أفريقيا هو الآخر، وقالت "إذا لم تحل هذه الدول في الجزء الجنوبي من البحر المتوسط أزمة المياه على وجه خاص فإن أجيالا ستلجأ إلى أماكن أخرى تكون فيها أكثر أمنا بالنسبة للغذاء وفي نهاية المطاف العمل".