بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
وكذلك فليحذر العبد من أن يقنط شخصًا من رحمة الله، فهذا هو مصير الراهب الذي أفتى قاتل التسعة والتسعين نفسًا بأنه لا توبة له، قتله الجاني فأتمَّ به المائة.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) أنه قال: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيان، وكان أحدهما مذنبا، والآخر مجتهدا في العبادة، وكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول: أقصر. فوجده يوما على ذنب، فقال له: أقصر. فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟! فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض روحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟! وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار».
وفي صحيح مسلم (2): من حديث جندب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ: «أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله سبحانه تعالى قال: من الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك» - أو كما قال.