نصف الإسرائيليين يعارضون التجميد
يفيد استطلاع رأي إسرائيلي كشفت نتائجه اليوم بأن نصف الإسرائيليين يعارضون تجميد الاستيطان حتى لقاء ضمانات أميركية سخية، وأن أكثر من نصفهم يؤيدون عدم الاكتراث بالموقف الأميركي إذا قررت دولتهم استهداف إيران عسكريا.
ويظهر "مقياس السلام" الذي تجريه جامعة تل أبيب بالتعاون مع المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، هيمنة النزعات اليمينية على الشارع الإسرائيلي.
ويبدي (64%) منهم تأييدهم تجميد الاستيطان عدا منطقة القدس لثلاثة شهور فقط من أجل إطلاق مفاوضات مع الفلسطينيين مقابل تزويد إسرائيل بطائرات مقاتلة متطورة والتزام أميركي باستخدام حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ضد كل محاولة لفرض تسوية عليها.
ضرب إيران
لكن الإسرائيليين منقسمون (48% مع و48% ضد) حيال تجميد الاستيطان لمدة أطول حتى مقابل التزام أميركي بممارسة ضغوط ثقيلة على إيران بغية منعها من حيازة قنبلة نووية.
وقال (53%) إنهم يؤيدون قيام إسرائيل بتشجيع فلسطينيي الداخل على الرحيل فيما دعا 86% منهم لاستثنائهم عند اتخاذ قرارات هامة.
وأوضح (46%) من اليهود أنهم يرفضون مجاورة مواطنين عرب و(39%) يرفضونها مع مختلين عقليا أو عمال أجانب أو مثليين، وقال (23%) منهم إن مجاورة اليهود الأصوليين تنطوي على مشكلة كبيرة.
ويرى (74%) من الإسرائيليين أن رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو أصاب حينما وجه انتقادات علنية للرئيس باراك أوباما خلال زيارته الولايات المتحدة، واتهمه بأنه لا يفعل كفاية لمنع طهران من حيازة السلاح النووي.
وينقسم الإسرائيليون حيال الموقف من استهداف إيران عسكريا إذا فشلت العقوبات الاقتصادية واستنكفت الدول الغربية عن ضربة عسكرية حيث يرى (49%) ضرورة قيام إسرائيل وحدها بمهاجمة إيران عسكريا مقابل رفض (43%) منهم.
قنبلة نووية
ومع ذلك ترى أغلبية الإسرائيليين (66%) أن إسرائيل غير مضطرة لتأخذ بالحسبان الرفض الأميركي لضربة عسكرية لإيران إذا تم اتخاذ قرار بذلك.
ويتفق (90%) من الإسرائيليين (يمين ويسار) على مواصلة التزام إسرائيل بسياستها الضبابية حيال قدراتها النووية، ويعارضون المطلب الذي يسمع في العالم بضرورة تفكيكها لجانب إيران أو السماح للاثنتين بحيازتها.
ويعارض (82%) منهم استخدام السلاح النووي بهدف منع نشوب حرب تقليدية أو من أجل حسمها ولكن (50%) يؤيدون ذلك إذا مثلت إسرائيل أمام هزيمة فيها، مقابل (42%) يرفضون ذلك.
في المقابل يؤيد (66%) منهم استخدام إسرائيل سلاحا نوويا إذا هوجمت بسلاح بيولوجي أو كيمياوي وترتفع النسبة لـ(89%) إذا استهدفت بسلاح نووي.
وقالت رئيسة محكمة العدل العليا القاضية دوريت بينيش -التي شاركت في لقاء عرض نتائج الاستطلاع في ديوان رئيس الدولة اليوم- إن هذه النتائج تظهر عمق التصدعات داخل المجتمع في إسرائيل الذي تتميز العلاقات بين أوساطه بشيطنة الآخر، والكراهية والريبة.
مصالح قومية
وتزيد نسبة الإسرائيليين الراضين عن أداء حكومتهم الحالية في مجالي الأمن والنمو الاقتصادي عن نسبة غير الراضين لكنها ليست أغلبية.
ويعبرون عن استيائهم من أداء الحكومة ويعتبرون أنها تضر بمصالح قومية في قضايا ردم الهوة بين الأغنياء والفقراء، والموازنة السليمة بين الحقوق والواجبات وتحسين العلاقات بين المواطنين اليهود والعرب، ومكافحة الفساد والجريمة، وتحسين مستوى التربية والتعليم.
وقال الأمين العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المحامي أيمن عودة إن التجارب تفيد بأن المجتمع الإسرائيلي يشهد تغييرات في مواقفه السياسية، خاصة حيال قضية الاحتلال.
وتساءل عودة في حديث للجزيرة نت "غزة محاصرة ولا تشكل إزعاجا مباشرا، والضفة مشغولة بقضاياها الداخلية، فما الذي سيجعل المجتمع الإسرائيلي موافقا على إزالة الاستيطان ويعرض ذاته لانشقاقات داخلية عنيفة؟".
انتفاضة شعبية
ويرى عودة أن الموقف الإسرائيلي لن يتغير إلا بانتفاضة شعبية تنال من إسرائيل سياسيا واقتصاديا على المستويين المحلي والعالمي وتحرك مياههم الآسنة وتابع "دون اضطرارهم تسديد الثمن سيبقى الاحتلال مجانيا ولن يتنازلوا عنه".
واعتبر "الضغط الأميركي" الحالي على إسرائيل مساحيق تجميلية، وأن أميركا تستنكف عن الضغط الفعلي على تل أبيب واتخاذ مواقف عقابية لتغير الموقف الإسرائيلي بشكل حاد.
وتابع "شهدنا بوادر ذلك في الرفض الأميركي لحكومة إسحق شامير قبيل مؤتمر مدريد وبعده وكذلك حكومة نتنياهو الأولى وقد سقطتا بفعل الضغط الأميركي".