بيونغ يانغ تجدد تهديداتها لسولجنود كوريون جنوبيون يتفقدون سياجا شائكا في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح (الفرنسية)
جددت كوريا الشمالية تهديدها بالرد عسكريا على أي استفزاز من جارتها الجنوبية محملة الولايات المتحدة المسؤولية كاملة عن الأحداث الأخيرة التي دفعت بالوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى حافة الانفجار.
فقد نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن بيان عسكري صدر اليوم الخميس أن بيونغ يانغ لن تتردد في الرد عسكريا مرة ثانية وثالثة إذا لم تعد "الدمى الكورية الجنوبية المتعطشة للحرب إلى رشدها وواصلت استفزازاتها العسكرية الطائشة".
وعلى الرغم من أن البيان لم يأت على ذكر المناورات البحرية التي ستجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في البحر الأصفر الأحد المقبل، فإنه حمل الولايات المتحدة مسؤولية ما جرى يوم الثلاثاء الماضي عندما قصفت المدفعية الشمالية جزيرة يونغبيون الواقعة في المناطق البحرية المتنازع عليها بين شطري شبه الجزيرة الكورية.
الحدود البحرية وطالب البيان واشنطن بضرورة "ضبط تصرفات
كوريا الجنوبية كي تضمن عدم استمرارها في المغامرات العسكرية ومنها انتهاك الحدود البحرية" المتنازع عليها، مشيرا إلى الدور الأميركي في "رسم الحدود غير الشرعية في البحر الأصفر" في أعقاب
الحرب الكورية في الخمسينيات من القرن الماضي.
وشدد البيان على أن البحر الغربي لكوريا -في إشارة إلى البحر الأصفر- بات نقطة تماس تحمل مخاطر الصدام والمواجهة بين الكوريتين بسبب مسؤولية واشنطن عن رسم الحدود وبالتالي لا يمكن للإدارة الأميركية "التهرب من مسؤولياتها" في إشارة إلى رفض بيونغ يانغ للحدود البحرية القائمة حاليا.
ويأتي البيان العسكري -وفقا لوكالة الأنباء الكورية الشمالية- ردا على الاتهامات الأميركية بأن القصف المدفعي الكوري الشمالي الأخير يعتبر انتهاكا
لاتفاق الهدنة الموقع عام 1953.
الشطر الجنوبي وفي سول، عقد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ- باك اليوم الخميس اجتماعا طارئا بحث تطورات الأوضاع في ضوء التراشق المدفعي عند الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين، وفقا لما ذكره مصدر رسمي.
وفي نفس السياق، قال بيان رسمي لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن الحكومة تلقت من الصين تأكيدا بتأجيل زيارة كان سيقوم بها إلى سول وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي في وقت لاحق هذا الأسبوع بسبب "مسائل تتعلق بارتباطاته" على أن يتم تحديد موعد جديد للزيارة.
وكان رئيس الوزراء الصيني ون جياباو قد دعا الكوريتين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي خطوات تصعيدية وناشد المجتمع الدولي العمل على تخفيف حدة التوتر القائم في شبه الجزيرة الكورية مشددا على أهمية استئناف المحادثات السداسية ذات الصلة
بالملف النووي الكوري الشمالي .
رفض مقترحات في هذه الأثناء قال مسؤولون أميركيون إن كوريا الشمالية رفضت مقترحا من قيادة الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية -التي يقودها ضباط أميركيون- لإجراء محادثات على مستوى ضباط عسكريين كبار لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتبادل المعلومات في أعقاب التراشق المدفعي الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي وأسفر عن مقتل أربعة كوريين جنوبيين بينهم جنديان.
ونقلت مصادر إعلامية كورية جنوبية في سول عن مصدر حكومي قوله إن الرفض الكوري الشمالي جاء بسبب اقتناع الشماليين بعدم إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة من هذه المحادثات.
وذكرت المصادر نفسها أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إل وابنه يونغ -المرشح لخلافته في السلطة- قاما بزيارة وحدة المدفعية التي قامت بقصف جزيرة كورية جنوبية قبل ساعات من وقوع الهجوم يوم الثلاثاء الماضي وأن الرئيس الكوري الشمالي أعطى أوامر الهجوم شخصيا.
وأضافت المصادر نقلا عن نائب في برلمان كوريا الجنوبية أن الأخيرة تحاول التأكد من صحة هذه المعلومات التي حصلت عليها المخابرات العسكرية والعمل على ربط الهجوم بالزيارة المفترضة.