بيونغ يانغ تتوعد سول بهجمات جديدة
هددت كوريا الشمالية اليوم الخميس بشن هجمات جديدة على جارتها الجنوبية، وحمّلتها والولايات المتحدة مسؤولية التسبب في المواجهات التي وقعت منتصف هذا الأسبوع. في المقابل، أكدت واشنطن أنها ملتزمة بأمن حليفتها سول في وجه تهديدات بيونغ يانغ.
فقد نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية بيانا عسكريا كوريا شمالياً نشرته وكالة أنباء كوريا الشمالية المركزية، قال إن جيش الشعب الكوري (الشمالي) سيعمل دون تردد لتوجيه ضربات انتقامية ثانية وثالثة إذا ما تعرض لاستفزازات من قبل قوات كوريا الجنوبية.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتفادى اللوم في القصف الأخير، ولا أحد غير أميركا هو الذي أشعل فتيل النزاع، موجها إلى واشنطن تهم زرع بذور النزاع.
يشار إلى أن للولايات المتحدة قوات عسكرية يقدر عددها بـ 28.5 ألف جندي في كوريا الجنوبية.
وكانت كوريا الشمالية قد قصفت يوم الثلاثاء الماضي مواقع مختلفة في جزيرة يونغبيون الكورية الجنوبية في البحر الأصفر، مما أسفر عن مقتل جنديين ومدنيين واعتبرت ذلك ردا على إطلاق القوات الكورية الجنوبية النار باتجاه الشمال.
دعم أميركي
في ظل هذه التهديدات، أبلغت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كوريا الجنوبية التزام واشنطن بأمنها، وتعهدت بالعمل مع سول في الرد على القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة يونغبيون.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب عن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية قولها إن كلينتون اتصلت بنظيرها الكوري الجنوبي كيم يونغ هوان وعبرت عن تعازيها لضحايا القصف الكوري الشمالي.
وقال كيم إن سول سترد على الهجوم بصرامة، واصفا ما حصل بأنه متعمد ومقصود وغير مقبول.
وناقش الوزيران البرامج النووية الكورية الشمالية بما في ذلك الكشف مؤخرا عن منشأة لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى مناقشة المسائل الثنائية الأخرى مثل اتفاقية التجارة الحرة المعلقة.
تعزيزات جنوبية
في هذا السياق المشحون بالتوتر، أعلن مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية اليوم أن سول قررت تعزيز الترسانة العسكرية في البحر الغربي المتوتر لمكافحة أي هجمات إضافية محتملة من بيونغ يانغ.
كما أعلن عن خطة لتعديل سياسة الجيش حول استعمال القوات ضد كوريا الشمالية في حال وقوع اشتباكات.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في اجتماع طارئ مع وزراء الأمن والاقتصاد إنه لا بد من تعزيز حالة التأهب والاستعداد لأي استفزاز آخر إضافي من قبل كوريا الشمالية، لأنه من المحتمل أن يتكرر مثل هذا الاستفزاز في أي وقت.
وطلب باك أن يتم تزويد القوات على الجزر الخمس في البحر الغربي -التي تعتبر المنطقة الأكثر عرضة لهجمات كوريا الشمالية- بالأسلحة ذات مستوى عال.
وضمن نفس السياق، ستخصص الحكومة الكورية الجنوبية مزيدا من ميزانيتها لتعزيز القدرة القتالية في الجزر الخمس.
في هذه الأثناء، رفضت كوريا الشمالية اقتراحا من قيادة قوات الأمم المتحدة لعقد مباحثات على مستوى لواء بين الجانبين على خلفية القصف المدفعي لجزيرة كورية جنوبية.
وقال مسؤول حكومي كوري جنوبي إن بيونغ يانغ رفضت الاقتراح الأممي، مشيرا إلى أنها لا ترى -على ما يبدو- وجود فوائد فعلية في المباحثات.
زيارة مؤجلة
وفي الموضوع نفسه، قرر وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي تأجيل زيارة كانت مبرمجة إلى كوريا الجنوبية، وسط ضغوط دولية على بكين للتعامل بحزم مع كوريا الشمالية بعد القصف المدفعي على الجزيرة.
وكان وزير الخارجية الصيني يخطط لزيارة سول يوم غد الجمعة لإجراء مباحثات مع نظيره الكوري الجنوبي كيم يونغ هوان، بعد ثلاثة أيام من هجمات كوريا الشمالية على جزيرة يونغبيون.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن الخارجية الصينية أخبرت سفارة سول في بكين بأن يانغ أجل الزيارة، مشيرة إلى وجود مشكلة ما في جدول أعماله.